استضافة عدسة عتيقة
• نسرين رحّال •
شيف و مصورة فوتوغرافية
تعرفت إلى نسرين عن طريق الصدفة و من خلال مبادرة " نكهة عربية " ، سحرت مقلتاي صور أطباقها التي كنت أحدق اليها ما يقارب العشر دقائق مع عدم مقدرتي في تفويت رؤية أي تفصيل في الصورة ، نجحت هذه السيدة في صنع عالم مرئي بأطباقها و لوحاتها الفنية ، صرنا صديقتان تجمعنا نكهة عربية و روح جميلة ، لبت دعوتي لاستضافتها في حرف عتيق .
إليكم قصة نسرين :
اسمي هو: نسرين رحال
فلسطينية الاصل أردنيه الجنسية مقيمة في الامارات حالياً ..
صيدلانية و أمٌ لطفلين جميلين بنت وولد
بداياتي مع التصوير كانت بعد ممارستي للطبخ في بيتي ومشاركة صور طبخاتي في مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الطبخ
حينها لفت نظري صور الطعام المنتشرة في الانترنت لمدوني الطعام -الأجانب تحديداً- صور أطباقهم كانت مليئة بالفن والإبداع تحكي قصة من تفاصيل جميلة وذلك عبر صورة فقط!
ولهذا بدأ لدي الشغف أكثر وبدأت أبحث وأقرأ عن أساسيات التصوير بشكل عام وتصوير الطعام بشكل خاص وكذلك فن تنسيق الاطباق و الادوات.
خطر لي ذات مرة: لماذا لا أعمل على تقديم وصفات مطبخنا العربي العريق بشكل لائق أكثر و فيه فن يليق بمستوى هذا المطبخ الاصيل؟! خاصة وأني من المهتمين جداً بإعادة نشر و إحياء أطباقنا العربية التراثية المرتبطة بكثير من ذكريات أجدادنا و أرضنا .. بالإضافة إلى أنني من الداعمين لأي افكار أو مبادرات معنية بهذا الموضوع، والتي منها كمثال مبادرة "نكهة عربية" التي تدعو إلى إعادة إحياء وصفاتنا العربية ونشرها و تذكير العالم بأن مطبخنا العربي هو قصة كبيرة متنوعة بزوايا معطرة بروح الاصالة والتراث .. وهي مبادرة اجتمعت فيها سيدات عربيات لهدف سامٍ كبير تُرفع لهن القبعة على إصرارهنّ لنشر تراثنا العربي من خلال الطبخ.
من حسن حظي أني وجدت دعماً كبيراً من زوجي الغالي فثقته بي وبقدراتي كانت تعني لي الكثير، كان دائماً إلى جانبي يشجعني بكل خطوة من بداية مشواري وحتى هذه اللحظة.
ومن ثم صديقاتي العزيزات اللواتي كن من المشجعات الدائمات لي، أتمنى من الله أن يبارك لي في صداقتهن و معرفتنا الطيبة.
بدأت أعمل على التغذية البصرية أكثر، كما تابعت قنوات على اليوتيوب لمصورين محترفين عرب وأجانب ومن بعدها اقتنيت كاميرتي الاحترافية التي مازلت أصور بها حتى الآن ...
طبقتُ كل ما تعملت وبذلت الكثير من الجهد على نفسي فشلت وتعثرت أحياناً .. ونجحت مرات أخرى في إبراز صور جميلة ..
تعلمت من النقد و الملاحظات و لم أيأس أبداً ..بل كنت في كل يوم أزداد قوة وإراده للوصول إلى هدفي رغم بعض المحبطين أو المثبطين للهمم في هذا المجال .. دائما عيني مصوبة على حلمي و لابد ان أصل لما أحب يوماً ...
الحمد لله أصبحت أعمالي تلقى إعجاباً على مستوى مقبول، كنت أشعر بسعادة كبيرة جداً وخاصة عندما يخبرني البعض بأنهم أصبحوا يميزون صوري و أعمالي قبل قراءة اسمي عليها! بعضهم كان يحدثني بأن صوري جعلتهم يشعرون بالسعادة والفرح ... كل ردود الأفعال أعطتني جرعة إيجابية لأواصل شغفي وأجتهد أكثر.
شاركت في مسابقات أجنبية وعربية خاصة بتصوير الطعام وبتوفيق من الله نلت شعارات تميز و وصلت إلى مراحل متقدمة، تم نشر صور لأعمالي في مجلات عربية مختصة بمجال الطعام وفي العديد من المواقع الالكترونية أيضاً. عملت في تصوير وصفات لشركات غذائيه و مواقع ايضا الكترونيه مختصة بالطبخ و الحلويات.
من المنصات العربية التي كان لي مشاركات فيها بمجال تصوير الطعام كانت موقع المصورون العرب "عرب بكس" وتم اختيار بعض من صوري في مسابقة جائزة كتاب 100 مصور عربي الدولية .. كما فزت بمسابقة فووديليا الدولية لتصوير الطعام.
قمت بتجهيز موقع خاص بي على النت عنوانه :
وأنشات صفحه على الفيسبوك بهذا الاسم :
لأنشر عليهما اعمالي و يكون تفاعلي مباشراً مع المتابعين و أشارك كل ما تعملته من معلومات تجربتي المتواضعة عن فن تصوير و تنسيق الطعام لأي شخص مهتم يود التعلم أكثر.
الآن أنا أعتبر نفسي في منتصف الطريق، هاوية شغوف جداً بفن تصوير الطعام .. إنه مجال رائع فيه كل صورة عبارة عن لوحة تُرسم بواسطة عين و يد مصورها. أعمل بكل جد على نشر إبداعنا العربي في كل مكان، لي حلم كبير أتمنى لو يتحقق ذات يوم ألا وهو أن أتولى تصوير وصفات كتاب عن المطبخ الفلسطيني لأحد الطباخين المعروفين ... لتعزيز صورة عراقة نكهات أطباق بلدي فلسطين الحبيب، تلك النكهات المتوارثة عن جمال شجر الزيتون والتين والزعتر البلدي الأخضر .
أخيراً أنصح كل إنسان مبدع بأن يستمر في العمل على تحقيق حلمه، بأن يتعب ويجد ويرهق نفسه أكثر، دون أن يكترث لأي من الأجواء السلبية التي قد تعرقل تقدمه ... والأهم من هذا أن يجعل ثقته بالله كبيرة لتحقيق ما يطمح إليه من إبداع و نجاح وأن يتمنى النجاح لغيره ليعطيه الله اضعافاً من النجاح و التميز في مشواره.
لذا امتدحوا نجاحات غيركم .. هذا ما كنت أذكر نفسي به دائماً ...
شكراً من القلب لإعطائي هذه الفرصة الجميلة والأكثر من رائعة في منصتكم الراقية وسعيدةٌ جداً بأن أكون ملهمة للبعض من قرائكم الأعزاء في "حرف عتيق"
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
تعليقات
إرسال تعليق