نبدأ اليوم معكم بإذن الله أولى مسيرتنا في تلخيص الكتب والروايات .. حصرياً لمنصة #حرف_عتيق
وموعدنا اليوم مع رواية : دمشق يا بسمة الحزن للكاتبة السورية إلفت الإدلبي طبعة 1980
ملاحظات عامة :
- تتميز كتابات إلفت الادلبي بأسلوب قصصي شيق كما أن نصوصها تزخر بالمفردات المجازية البليغة.
- رواية دمشق يا بسمة الحزن تحكي عن سورية في عهد الاحتلال الفرنسي في الثلاثينيات من القرن المنصرم وصولاً إلى فترة الاستقلال، تضعك في جو يشبه جو بيئة مسلسل باب الحارة الشهير بحاراته وبيوته الدمشقية القديمة التي تتميز بباحة وليوان وأشجار وأزهار من كل الأصناف كما أنه تبين لي لاحقاً أن الرواية قد تحولت إلى عمل درامي في عام 1992.
- تستخدم إلفت الكثير من الأمثال الشعبية المحلية لتؤيد وجهات نظر شخصياتها.
- تصور لنا العادات والتقاليد التي سادت في زمن الاحتلال الفرنسي وما يسبقه نظراً لمعاصرتها له.
- المشاكل الاجتماعية المتصدى لها : معاملة المرأة العانس بغلظة وكالخادمة ، حرمان الإناث من نصيبهن من الميراث والعقارات ، النفاق الاجتماعي ، رجال الدين المتسلقين المتسلطين على أبناء المجتمع ، زواج القاصرات ، إجبارهن على الحجاب من سن صغيرة .
الشخصيات:
- صبرية: مثال عن المرأة السورية المكافحة للعادات والتقاليد التي تحاول أن تقاوم بشراسة وعنف بعلمها تخلفهم الصابرة (اسم على مسمى) المضحية ذات القلب الطيب .
- سامي: الشاب المتفهم المثقف الثوري المتحمس للنضال والقتال ، يفهم المرأة ويحاول أن تشاركه في بناء المجتمع.
- راغب: مثال العقل المتحجر المقاوم لكل الثورات والاحتجاجات ، القامع للمرأة الممثل الرئيسي عن التخلف الاجتماعي.
- محمود: مثال الرجل الحيادي الرمادي "لا يحل ولا يربط" صامت لا يبدي أي رأي إزاء أي قضية همه رزقه وعياله "يقول الحيط الحيط ويارب السترة"يفزعه جداً القتل والترويع والعنف.
- الأم: مثال الأم السورية الجاهلة الحنون المستعدة لإفناء حياتها فداءً لأولادها وزوجها وخدمتهم.
- الأب: مثال تاجر دمشقي ثري منقادٌ لآراء تأخذه وتحضره ليس له قرار ذاتي تحكمه إرادة المجتمع والزوجة وكلام الناس حتى لو تعارض ذلك مع رأيه الخاص فإنه في النهاية سينصاع لمجتمعه والرأي العام.
ملاحظاتي الشخصية :
- ذكريات الثورة السورية الكبرى قد جعلت من الحماس يدبّ في قلبي، وخاصة ذكريات القصف وانقطاع الكهرباء أعادت لي رعشة وقشعريرة تشابه تلك التي أصابتني عندما كنا محاصرين والطائرات تحوم فوقنا وتغير بنيرانها علينا وتقذف المدافع نيران حممها على بيوتنا.
- دور المرأة في الثورة وإذكاء فتيل الحماس مهم جداً لا يغفل سواء في الماضي أو الحاضر فحينما يرى الشاب أو الرجل النساء تناضل فإن ذلك يبعث فيه مزيجاً من الفخر والدعم النفسي والحاجة إلى "إبراز العضلات في الثورة أو القتال" كما توضح الرواية
- تساؤل : لم يخطب صبرية سوى عادل اممم هل نستنتج من هذا ندرة الخاطبين أم أن الكاتبة أغفلتهم عمداً أو سهواً ؟
- تحدثت عن الحجاب بكره ظاهر وحقد جليّ وأظن حكاية بطلة القصة فيما يخص الحجاي هي ذاتها قصة الكاتبة لذا سأرد ومن منطق وواقع عايشته : الحق كل الحق معها في كره الحجاب لأنه فرض عليها لزاماً وإجباراً وقمعاً وهذا هو الحال الطبيعي وستموت كارهةً له محاولة التخلص منه .. وهذه جريرة يتحمل وزرها أهلها ومن كان شريكاً في تصويره لها على أنه اعتزال عن الحياة والناس وهذا ما رأيناه في أيامنا الحالية يتكرر عبر المهاجرات إلى الدول الأوروربية أو في إجبار بعض دول الخليج فتياتهن على النقاب وبهذا لا نجني إلا مزيداً من الحقد على الإسلام وشعائره ولا نحصد إلا الآثام وعكس ما وددنا لو آلت إليه الأحوال بعد هذا القمع ،
أما ما لا تملك الكاتبة الحق فيه فهو تحفيز القراء والمجتمع على كرهه فإن كان قضيتها الشخصية لا ننكر ولكن لا داعي للإساءة إلى شيء من مقدسات الديانة الإسلامية وكأنه عيب أو عادة جاهلية أو محدث لم يأتِ الإسلام به.
تعليقات
إرسال تعليق