• رحيل رحم •
بقلم : فاطمة عبد العزيز
رحيل رحم 

بدأ الانهيار يتسلل لكل مكان، لكل جزء من عالمي ، ينهش من كل جهة نهشة يبلل بها ريق انتقامه،
ويتركني متّزنة على بعض أطرافي التي ترتجف خوفاً من فجأة السقوط ، يلوح لي من بعيد ويرسم ابتسامة غموض يبشرني بعودته القريبة.
تركني حائرة دون مأوى، وباردة دون غطاء، رمى في داخلي الكثير من الأسئلة التي لا أعلم لها جواباً، جعلني أتخبط وأضيع مرة أخرى بعد أن ظننت أني وجدت الطريق، وها هو الآن يقترب من أكثر الناس لطفاً بي ،في المكان الذي قضيت به أهدأ أيامي، للمكان الذي أوصلني إلى هنا، للظل الذي آوي إليه، للجدار الذي أستند عليه، يحاول تدمير كل بقعة ذكريات احتفظت بها هناك، يقتل كل أمل سيولد من جديد، يقضي على أحلام بُنيت بداخله وعلى أسماء نشأت في أحشائه
يضع نقطة النهاية في المكان الذي بدأت به، لعله قدر وربما خير ولكن قسوة المشهد طغت على كل ذلك
وأزالت من داخلي أكوام قسوة تراكمت، جعلتني أرتجف رحمة وعطفاً وشاخت بي السنين فجأة وكأني اقتربت من الغروب .
لطالما كنتِ الأمل ورحيل عطائك لا يعني النهاية، منكِ بدأت وإليكِ سأعود لأرمم ما تبقى من رحماتك ،
دموعكِ لم تكن يوماً هوناً علي ّولن تكون، سأكمل إنجاب أبطال حكايتك وسأبدأ من مكان استسلامك الذي أُجبرت عليه ..
نهر حنانك لن يجف يوماً ويداك الخشنة أحب إلي من أرق لحظات أحلامي
إهداء إلى قلب أمي المتعب وإلى روحها المرهقة وإلى نورها الذي لن ينطفئ 

صفحتنا على الفيس بوك : منصة حرف عتيق
تعليقات
إرسال تعليق